تخلص من التفكير الزائد عن الحد « Overthinking » في 8 خطوات


تخلص من التفكير الزائد عن الحد « Overthinking » في 8 خطوات



الإفراط في التفكير – Overthinking

هل تتذكر تلك الليالي القاسية التي قضيتها معذبا بحيرتك , مكبلا بافكارك الحزينة بشكل جعل عقلك يعجز حتي عن التوقف عن العمل و التفكير
هجر النوم فيها عينيك و لم تجف دموعك و غابت عن وجهك الابتسامة
اصبحت شاردا , غير قادر علي ان تمارس حياتك بشكل طبيعي بسبب الصراع الدائم في رأسك

فيضان من الافكار و القرارت و الاحكام و التخوفات المتداخلة التي تدمر حياتك و تفقدك الشعور بالامان او حتي تجردك من الشعور بالاستمتاع بحياتك او اقتناص الفرص المهدرة

للاسف هذا هو الحال عندما تبالغ في التفكير الزائد عن الحد ، فتصبح أحكامك غائمة ويرتفع ضغطك و تقضي الكثير من الوقت اسير للمشاعر السلبية. و في النهاية يصبح من الصعب عليك التصرف او اتخاذ القرار المناسب.

ففي حين أن الجميع يفرط في التفكير في المواقف الحياتية من حين لآخر ، الا إن بعض الناس يعانون من وابل مستمر من الأفكار طوال الوقت.
فالمفكرون المزمنون قد يعيدون صياغة المحادثات التي أجروها بالأمس ، أو يفكرون كثيرا حول كل قرار يتخذونه ، و يتخيلون نتائج كارثية ستحدث لهم طوال اليوم .

إن التفكير كثيرًا في شيء ما غالبًا ما ينطوي على أكثر من مجرد كلمات - فالكثير من ضحايا التفكير المزمن يستحضرون الصور الكارثية أيضًا. حتي ان الاحداث في عقولهم تتحول الي فيلمًا يتخيلون فيه أو يعيدون فيه الأحداث المحزنة مرارًا وتكرارًا.


في النهاية تجد ان التفكير الزائد يمنعهم من القيام بأي شيء. بل و يتسبب في تخريب حياتهم .

التعريف الكلاسيكي للتفكير المفرط او الزائد عن الحد - Overthinking

هو "التفكير في شيء كثير أو لفترة طويلة." و على الرغم من أن التفكير عند اتخاذ قرار أو تقييم موقف ما هو طبيعة بشرية ، فإنه يصبح أمرًا مبالغًا فيه عندما لا تتمكن من اخراجه من رأسك.

يحدث هذا لنا جميعًا في مرحلة ما من حياتنا - فنحن جميعًا نختبر أحداثًا تسبب لنا القلق أو التوتر. ولكن لا يبدو أن بعض الناس ينجحون في كبح جماح مخاوفهم, إنهم قلقون بشأن المستقبل ، مما يجعلهم أسري لتنبؤات كارثية حول الأحداث غير المتوقعة التي لم تحدث بعد.

كما أنهم يستغرقون في الماضي ، يلومون انفسهم بشدة حول "ما كان يجب ان يكون" و "لماذا لم يكن ".
إنهم قلقون بشدة حول ما يعتقده الآخرون عنهم أو يتركون الحديث الذاتي السلبي يتراكم في أذهانهم لدرجة فقدان الثقة و القدرة علي الادراك الصحيح للامور.

ان الإفراط في التفكير بشكل سلبي - Overthinking حول قرار صعب عليك اتخاذه, سيؤدي لحدوث كثير من المشكلات بحياتك
فأنت تفكر في جميع الخيارات في رأسك بشكل قد يصيبك بالشلل – تفكر في كل شئ و لا تفعل اي شئ
أنت خائف من اتخاذ إجراء خاطئ ، لذلك لا تتخذ أي إجراء على الإطلاق. ولكن حتى اتخاذ القرار الخاطئ أفضل من عدم اتخاذ أي قرار.

لماذا أفرط في التفكير؟

قبل أن تتمكن من معرفة كيفية التوقف عن التفكير الزائد - Overthinking ، يجب عليك أولاً الاجابة عن هذا السؤال "لماذا أفكر؟"
غالبًا ما يكون الإفراط في التفكير ناتجًا ثانويًا للقلق أو الاكتئاب.

و إذا كان الأمر كذلك ، فقد تحتاج إلى علاج القلق أو الاكتئاب لتقليل الإفراط في التفكير.
و قد تجد أن الإفراط في التفكير لا يحدث إلا إذا كنت بحاجة إلى اتخاذ قرار صعب في الحياة أو التعامل مع عدم الشعور بالأمان.
و إذا لم يكن التفكير الزائد أحد أعراض مشكلة عاطفية معقدة ، فيمكن معالجته غالبًا عن طريق تغيير الأفكار والعادات.


كيفية التوقف عن التفكير

يسأل الكثير من الناس أنفسهم "لماذا أفكر كثيرًا؟"
وللاسف لا يجدون الاجابة,

علي اية حال فان التوتر والقلق يمثلان نوعا من المشاعر او العواطف – وانت بالفعل يمكنك التحكم في عواطفك..
و كما يقول توني روبينز ، "دع الخوف يكون مستشارًا وليس سجانًا".

حان الوقت لمواجهة مخاوفك حتى تتمكن من التغلب عليها -
وتجربة هذه الطرق التالية للتوقف عن التفكير المزمن في كل شيء للأبد.


1- عليك بالتحكم في القصة التي ترويها لنفسك

يقول توني روبينز ، "كلنا نقول لأنفسنا القصص. السؤال هو ، هل قصتك تقويك و تمنحك الحلول أو تمنعك و تقيدك؟ "
فالقصص التي نحكيها لأنفسنا حول من نحن تؤثر على كل جانب من جوانب حياتنا.

فانت تحدث نفسك دائما بكثير من الجمل من نوعية ، "انا شخص دائم القلق" أو "أنا قلق بشكل طبيعي أكثر من أي شخص آخر". أو " كل من حولي يهدرون حقي و اشعر اني ضحية " هذه قصص تمنعك و تعيقك عن التقدم للامام
ويمكن أن يكون من الصعب تغييرها عندما تترسخ في عقلك الباطن و تصبح جزْا منك

للتغلب على معتقداتك المقيدة ، تحتاج أولاً إلى تحديدها, ثم يمكنك أن تمسك نفسك عندما تبدأ في إخبار نفسك بهذه القصص السلبية واستبدالها بقصص إيجابية ، مثل "أنا مسؤول عن مشاعري". بمجرد تغيير قصتك ، سيتجه عقلك نحو الطريق الصحيح


2- دع الماضي و انظر للأمام


غالبًا ما تركز المبالغة في التفكير على البحث في الماضي ، وتهدر الطاقة على "ماذا لو" و "و لماذا حدث و لماذ لم يحدث ".
أولئك الذين يفهمون كيفية التوقف عن التفكير الزائد يعرفون أن الماضي هو شئ لا يمكن تغييره. الشيء الوحيد الذي يمكنك تغييره هو نظرتك لهذا الماضي و المعاني التي استخلصتها منه و طريقة تعاملك معه.

التخلي عن الماضي يعني أنك لا تدع أخطائك تتحكم في قراراتك المستقبلية - ولا تدع الأشياء السيئة التي حدثت لك تتحكم في عواطفك.

فأنت عندما تغفر للآخرين وتتحرر من غضبك. فانك تحرر ما تبقي لك من عمر و سعادة انت اولي بها و تركز علي ان تسعد نفسك و تنشئ علاقات جديدة صحية و مشبعة
ان عملية التحرر من أسر الماضي تعد واحدة من أهم الطرق لتغيير قصتك.


3. السيطرة على عواطفك

لا يعني العيش في اللحظة الحالية أن تدفن مشاعرك السلبية.

فمن أجل التحكم في مشاعرك ، تحتاج إلى التعرف عليها وتحديد أسبابها الجذرية. عندما تشعر بالقلق ، تعمق أكثر و ابحث في الاسباب التي جعلك شخص شديد الحساسية او شديد الانفعال او الغضب
قد يكون الامر له علاقة بالطريقة التي تمت معاملتك بها في طفولتك بشكل انتقادي خالي من المدح او التقدير

ان معرفة الأسباب الجذرية و التصالح معها و قبولها هو ما يمنحك القدرة علي مواجهة الاسباب الظاهرية الاخري للغضب او الحساسية تجاه النقد
و بالتالي يساعدك وعيك في ان تصبح اكثر قدرة في السيطرة علي عواطفك و مشاعرك السلبية


4- التركيز على الحلول

"حدد مشاكلك ، ثم سخر قوتك وطاقتك للبحث عن الحلول" لكل مشكلة لا ان تضع المشكلات امام الحلول
لقد حددت الأسباب الحقيقية لتوترك وقلقك ، ولكن عملك لم ينته. الطريقة الوحيدة لتعلم كيفية التوقف عن التفكير المفرط هي تولي مسؤولية حياتك. إذا كان التفكير الزائد ناتجًا عن الضغط في العمل ، فأعد التفكير في مسار حياتك المهنية. إذا لم تكن في المكان الذي تريد أن تكون فيه في الحياة ، فضع أهدافًا لنفسك حتى تتمكن من الوصول إلى هناك.

إذا شعرت أن الحياة خارجة عن سيطرتك ، اتخذ قرارًا اليوم بالعودة خلف عجلة القيادة.
انها بالفعل خطوات كبيرة ، و تحتاج الي الشجاعة
فكر في كيفية منع المشكلة أو تحدي نفسك و ابحث عن خمسة حلول محتملة.

و إذا كان هناك شيئًا لا يمكنك التحكم فيه – سلوك شخصا اخر او سلطة اعلي منك - فكر في الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها للتعامل معها. ركز على الأشياء التي يمكنك التحكم فيها ، مثل سلوكك وجهدك و رد فعلك و تطوير مهاراتك في التواصل او رسم الحدود او التحكم في الغضب او التخلص من الخجل الاجتماعي. 


5- اسأل نفسك الأسئلة الصحيحة

ان طرح أسئلة خاطئة على نفسك - بما في ذلك "لماذا أفكر كثيرًا؟" او " ليه بيحصل لي كدة " مرارًا وتكرارًا - لن يساعدك في تحديد ما يحدث حقًا في حياتك او كيفية التعامل معه. انما يساهم فقط في مزيد من الضغط و الواقع علي.
ركز الأسئلة الموجهة نحو الحلول والتي تكون استباقية بدلاً من تلك التي تثير ااجترار الماضي .

بدلاً من السؤال "لماذا تتحول كل علاقاتي إلى الفشل؟" اسأل نفسك" ما السلوك المتكرر او طريقة التعامل الخاصة بي و التي تجذب لي شركاء سلبيين او متلاعبين ؟"

عندما تطرح أسئلة تسمح لك بإجراء تغييرات على سلوكك والمضي قدمًا بطريقة أكثر صحة ، يمكنك تقليل التفكير الزائد وتحسين حياتك.

أقرأ أيضا : 7 خطوات فعالة تساعدك علي التخلص من سيطرة الافكار السلبية و التفكير الزائد


6- غير القناة.( بدل الفكرة )

في كثير من الاحيان عندما تقف عاجزا تحاول فقط منع فكرة ما من الدخول إلى دماغك ، فقد يزيد ذلك من احتمال ظهورهااو سيطرتها عليك اكثر

لذلك قم بتغيير القناة في دماغك عن طريق تغيير نشاطك. تمرن أو شارك في محادثة حول موضوع مختلف تمامًا أو اعمل على مشروع يصرف انتباهك. القيام بشيء مختلف سيضع حداً لذلك الوابل من الأفكار السلبية.
حدد الحظة التي ستقع فيها اسيرا في الإفراط بالتفكير قبل خروجها عن السيطرة

ثم حدد اعراضها و مظاهر حدوثها المتكررة جيدا سواء كاتنت اعراضا جسدية او نفسية ( انقباض الصدر- الم في الذارع – توتر في سكر الدم ). تنفس جيدا و ركز في استكشاف تلك اللحظة - ما يحدث اولا و كيف يتطور و الي ما ينتهي كل مرة؟

في البداية ، سوف يتطلب الأمر وعيًا و تركيزا شديدا . الي ان تبدأ في تبديل الفكرة و السلوك بشكل متكرر حتي يصبح عادة

7- توقف عن انتظار الكمال.

كونك طموحًا يعد أمرًا رائعًا ، لكن السعي إلى الكمال أمر غير واقعي وغير عملي ومرهق.
فنحن جميعا بشر نصيب و نخطئ, نحقق نجاحات و لحظات فشل

عليك ان تتقبل ان الفشل ما هو الا تجربة مفيدة او خطوة في طريق نجاح جديد
لكن السعي نحو الكما سيعطلك و يكبلك و يهدر كل فرص النجاح من امامك لام بالفعل لا تفعل شيئا غير انتظار المجهول او التفكير بالشكل الخاطئ

كما ان اهدار المزيد من الوقت و الجهد من اجل الوصول للمثالية ما هو الا فقدان لفرصا افضل من اجل الاستمتاع او النجاح الكبير عندما تصل مـتأخرا لهدفك او لقرارك


8- كن ممتنا.

لا يمكن أن تكون شخصا ناقما و ممتنا في نفس الوقت ،

فلماذا لا تقضي الوقت بشكل إيجابي؟ في كل صباح وكل مساء ، اكتب قائمة بما أنت ممتن له, و النعم التي في حياتك و الاشياء القيمة التي تحدث لك و لكنك مع اعتياد حدوثها افتقدت متعة الامتنان لحدوثها

فكر للحظة فيما لو فقدت احدي تلك النعم التي اعتدت حدوثها و اصبحت تتعامل معها و كأنها شيئأ روتينيا,
انظر الي ما حباك الله به من مميزات تجعلك متفردا عن غيرك , و لا تجعل من نفسك فريسة سهلة للتفكير السلبي الباحث دائما عن الشعور بالنقص او الذنب


في النهاية ,

 التفكير الزائد عن الحد - Overthinking هو شيء يمكن أن يحدث لأي شخص. ولكن إذا كان لديك نظام فعال للتعامل معه ، فيمكنك على الأقل تجنب اثاره السلبية و حماية ذاتك منه مع تحويله إلى شيء مفيد ومنتج وفعال.


اقرا ايضا:

أفضل طريقة لادارة الضغوط و التوتر بحياتك

للتواصل حول الاستشارات الزوجية او استشارات العلاقات و تطوير الذات يرجي الضغط علي الرابط التالي :

ارغب في حجز موعد لاستشارة

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق