عقاب الابناء بالضرب - ضوابط و محاذير

عقاب الابناء بالضرب - ضوابط و محاذير





ان اسلوب العقاب بالضرب يعد واحدا من اسوا طرق تربية الابناء و اكثرها ايذاء للنفس و البدن

عمر العصاية ما بتخلق انسان سوي او تقوم بني ادم

يقول د. سبوك - طبيب الاطفال و المحلل النفسي الشهير - أن علينا أن نؤدب أبناءنا دون حاجة إلى العقاب، فالعقاب ليس الوسيلة الوحيدة لمنع الطفل من أن يتصرف تصرفًا مزعجًا، أو خارجًا عن حدود الآداب العامة، تمامًا كما أن العقاب لا يمنع السارق من السرقة، ولا القاتل من ارتكاب الجريمة.

إن العقاب هو أسلوب قد نلجأ إليه عندما نستنفذ كل الأساليب الأخرى، وحين نفشل تماما في توجيه الطفل ناحية السلوك السليم.

و قد روى الترمذي عن جابر بن سمرة قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لأَنْ يُؤَدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَاع”.

لذلك فان ضرب الطفل بغرض عقابه او تقويمه يترك اثارا سلبية كثيرة يصعب اصلاحها مستقبلا

ومن اهم النتائح السلبية لضرب الطفل:

1. ضرب الطفل يولد كراهية لديه تجاه ضاربه، مما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض.

2. اللجوء إلى الضرب يجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير.

3. الضرب ينشئ أبناء انقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات أو يكبرهم سنا أو أكثرهم قوة.. هذا الانقياد يضعف الشخصية لدى الأبناء ويجعلهم شخصية أسهل للانقياد والطاعة العمياء، لاسيما عند الكبر مع رفقاء السوء.

4. الضرب يقتل التربية المعيارية القائمة على الاقتناع وبناء المعايير الضرورية لفهم الأمور والتمييز بين الخطأ والصواب والحق والباطل.

5. الضرب يلغي الحوار والأخذ والعطاء في الحديث والمناقشة بين الكبار والصغار ويضيع فرص التفاهم وفهم الأطفال ودوافع سلوكهم ونفسياتهم وحاجاتهم ..

6. الضرب يفقر الطفل ويحرمه من حاجاته النفسية للقبول والطمأنينة والمحبة.

7. الضرب يعطي نموذجا سيئا للأبناء ويحرمهم من عملية الاقتداء.

8. الضرب يزيد حدة العناء عند غالبية الأطفال ويجعل منهم عدوانيين.

9. الضرب قد يضعف الطفل ويحطم شعوره المعنوي بقيمته الذاتية فيجعل منه منطويا على ذاته خجولا, لا يقدر على التأقلم والتكيف مع الحياة الاجتماعية.

10. الضرب يبعد الطفل عن تعلم المهارات الحياتية (فهم الذات الثقة بالنفس الطموح النجاح..) ويجعل منه إنسانا عاجزا عن اكتساب المهارات الاجتماعية (التعامل مع الآخرين أطفالا كانوا أم كبارا ).

11. الضرب يعالج ظاهر السلوك ويغفل أصله.. ولذلك فنتائج الضرب عادة ما تكون مؤقتة ولا تدوم عبر الأيام .

12. الضرب لا يصحح الأفكار ولا يجعل السلوك مستقيما.

13. الضرب يقوي دافع السلوكيات الخارجية على حساب الدافع الداخلي الذي هو الأهم دينيا ونفسيا.. فهو يبعد عن الاخلاص ويقرب من الرياء والخوف من الناس .. فيجعل الطفل يترك العمل خوفا من العقاب، ويقوم بالعمل من أجل الكبار.. وكلاهما انحراف عند دوافع السلوك السوي الذي ينبغي أن يكون نابعا من داخل الطفل , اقتناعا حبا إخلاصا طموحا-طمعا في النجاح وتحقيق الأهداف وخوفا من الخسارة الذاتية..).

14. الضرب قد يدفع الطفل إلى الجرأة على الأب والتصريح بمخالفته والإصرار على الخطأ , وللأسف الشديد هناك العديد من الآباء يغلب عليهم طابع العصبية مع أبنائهم والعصبية

و في كتابه «فن تربية الأولاد في الإسلام» , قد وضع الأستاذ محمد سعيد مرسى - الخبير التربوي - شروطًا للعقاب بالضرب, فيقول: العقاب يجب أن يكون آخر وسيلة للتربية إن لم ينفع مع الطفل الموعظة والتوجيه، والإرشاد، والملاطفة، والاقتداء، فيكون العقاب بعد ذلك، ولكن للعقاب درجات وليس الضرب وحده هو وسيلة العقاب، بل انه قد لا يكون ذو جدوي في احيان كثيرة و قد يأتي بنتائج عكسية


مقال قد يهمك: ١٠ حاجات لازم تعملها لو عندك ولد

و من وسائل العقاب:

1 - النظرة الحادة : وهى ما تسمى " البحلقة " وهى تردع بعض الأطفال، بل ويبكون منها أحيانًا.

2 – الهمهمة : وهى صوت يخرج من الحنجرة يدل على الإنكار وينبه الطفل إلى ما وقع منه.

3 - مدح غيره أمامه: بشرط أن يكون للعقاب فقط ، وليس في كل الأحوال، كما ينبغي عدم الإكثار من هذا الأسلوب في العقاب لما في تكراره من أثر سيئ على نفس الطفل.

4 – الإهمال : فتدخل وتسلم ، ولا تخصه بالتحية ، ولا تسأل عما فعل اليوم ، كما كنت تسأل ، وإن حدثك فأدر وجهك للجانب الآخر، وهكذا حتى يشعر بخطئه وحينئذ أسرع ببيان خطئه، ولا تتماد في إهماله؛ لأن دورك التعليم وليس التعنيف.

5 – الحرمان : من مصروف أو نزهة، أو أي شيء يحبه الطفل كالدراجة، أو الأتاري ، أو التليفزيون.

6 - الهجر والخصام : على ألا يزيد على ثلاثة أيام ، وأن يرجع عنه مباشرة عندما يعترف الطفل بخطئه.

7 – التهديد : شرط أن ينفذ إذا تهاون الطفل.

8 - شد الأذن: وقد فعله النبى (صلى الله عليه وسلم) ) كما أخرجه ابن السني ، فعن عبد الله بن بسر المازنى الصحابى (رضى الله عنه) قال: «بعثتنى أمى إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقطف من عنب، فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه، فلما جئت أخذ بأذنى وقال: «يا غدر».

9 - الضرب وآخر الدواء الكى، فلا يكون الضرب إلا عند استنفاد أساليب التربية جميعها، ووسائل العقاب كلها، فإن لم ينفع كل ذلك، وكان الطفل مميزًا؛ لأن غير المميز بين الصواب والخطأ لا يضرب؛ لأنه لا يدرك خطأه، وبالتالى لا يجدى معه الضرب، بل سيأتى معه غالبًا بنتيجة عكسية، كأن يتعود عليه، ويألفه، أو يصاب بالكبت، والإحباط، أو الخوف، وكذلك لا يضرب الطفل قبل سن العاشرة .

وهناك شروط يجب مراعاتها عند الاضطرار للضرب:

- الضرب للتأديب كالملح للطعام (أى القليل يكفى والكثير يفسد).

- لا تضرب بعد وعدك بعدم الضرب لئلا يفقد الثقة فيك.

- مراعاة حالة الطفل المخطئ وسبب الخطأ.

- لا يضرب الطفل على أمر صعب التحقيق.

- يعطى الفرصة إذا كان الخطأ للمرة الأولى.

- لا يضرب أمام من يحب.

- الامتناع عن الضرب فورًا إن أصر الطفل على خطئه ولم ينفع الضرب.

- عدم الضرب أثناء الغضب الشديد وعدم الانفعال أثناء الضرب.

- نسيان الذنب بعد الضرب وعدم تذكير الطفل به.

- لا تأمر الطفل بعدم البكاء أثناء الضرب.

- لا ترغم الطفل على الاعتذار بعد الضرب وقبل أن يهدأ ؛ لأن ذلك فيه إذلال ومهانة، وأشعره أنك عاقبته لمصلحته، وابتسم في وجهه، وحاول أن تنسيه الضرب

ألا تتخطى يدك كتفك أثناء الضرب حتى لا تؤلمه بكثرة، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمن يقوم بضرب طفله “لا ترفع إبطك”، أي لا تضرب بكل قوتك.

- يجب أن تراعي مكان ضرب الطفل، فلا يُضرب على الوجه والفرج والرأس

وقال النبي صلى الله عليه وسلم “إذا ضرب أحدكم فليتقِ الرأس”

هذا و بعد ان استعرضنا كيف ان الضرب يعد وسيلة ضارة و غير فعالة للتواصل مع الابناء

اذكرك و نفسي ببعض المفاهيم و المحاذير التالية:

§ يجب ان يكون هناك حوارا واضحا بينك و بين ابنائك ,تؤكد لهم فيه ان خيار ضربهم ليس في مقدمة اولويات تعاملك معهم..

§ مهم جدا انك تخلق قنوات تواصل فعالة مع ابنائك , يستعرض كل منكم فيها افكاره بسهولة و تقبل و فهم , لتجنب لحظات صدام قد تدفع الي العنف اللفظي و الجسدي

§ عليك ان تتحلي ببعض من التغافل و كثير من الصبر و ان تلجا الي كل وسائل العقاب المناسبة و المتاحة قبل ان يكون الضرب خيارا اخيرا لتقويم سلوك ولدك

§ عند ضرب ابنك , لا يجب ان يكون ضربك له بشكل انتقامي او قد يسبب له اذي نفسي و جسدي قد بستمر معه حتي الكبر

§ مهما كان ما اقترفه ابنك من خطا , فهو ليس مجرم او سجين في معتقل لكي تلجأ الي وسائل تعذيب مثل الربط و الحرق و التشويه لعقابه و ردعه

§ لا تجعل من الضرب وسيلة للتنفيس عن عقدك و مشاكلك النفسية ,بحيث يصبح خطا ابنك مجرد حجة و سبب ظاهري

§ ان خوف ابنك من الضرب قد يدفعه للكذب والانطواء او تحمل مخاطر اكبر علي حياته،فيصبح الضرب سببا لمشكلات و كوارث اكبر

§ انت لست في خصومة مع ابنك كي تقاطعه و تتجنب الكلام معه بعد ضربه كي يشعر بتانيب الضمير تجاهك و يسعي لمصالحتك..

§ احتضن طفلك و قبله و لا تجعل لحظات ضربه تاخذ وقتا اكثر من واقات عطفك و احتواءك له في ذاكرته

§ الضرب ما هو الا مجرد لفت نظر و محاولة اخيرة لتقويم سلوك خاطئ و ليس وسيلة لتشويه شخصيته و تحويله لكائن مضطرب نفسيا يتخذ من العنف منهجا لحياته

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق