هل النرجسيون على دراية باضطرابهم؟ 

في مقال كان قد تم نشره للدكتورة " Kim Saeed " الخبيرة في التعافي من سوء المعاملة النرجسية ، ومؤلف وكتاب How to Do No Contact Like a Boss , حول مدي دراية الشخص النرجسي باضطرابه . اكدت كيم انه عندما يتعلق الأمر بالنرجسيين وسلوكياتهم غير العقلانية ، فإن أحد الأسئلة الأكثر شيوعًا التي يطرحها ضحايا الإساءة النرجسية هو ما إذا كان النرجسيون على دراية بما يفعلونه. هناك اعتقاد خاطئ شائع أنه إذا لم يكونوا على علم بما يفعلونه ، فعلينا ألا نحاسبهم على أخطائهم التي تبدو غير مقصودة. بدلاً من ذلك ، يجب أن نقدم لهم التعاطف ونحاول مساعدتهم تجاه أي "ألم" يعانون منه والذي يجعلهم يتصرفون بطريقة مؤذية لنا.

هناك عيب رئيسي واحد في هذا السؤال - "هل النرجسيون على علم باضطرابهم ؟ "- من حيث أنه يفترض أن جميع النرجسيين يقعون تحت نفس المكان في طيف الاضطراب. لا  انهم ليسوا كذلك. عندما يتعلق الأمر بالنرجسية ، هناك أفراد لديهم سمات قليلة كافية قد لا يتم التعرف عليهم على أنهم يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية (وهو عيب كبير في معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية ، حيث لا يتطلب الأمر سوى سمة مرضية واحدة لتدمير حياة شخص آخر تمامًا) . 

هناك أيضًا أشخاص  يمتلكون السمات المظلمة للميكيافيلية والسيكوباتية . هؤلاء الأفراد ماكرون للغاية وينخرطون في أشكال خطيرة من الخداع والتلاعب. هؤلاء هم الأشخاص الذين يمكنهم أن يعيشوا حياتين أو ثلاث حياوات مختلفة خلف ظهور شركائهم دون ان يتم التعرف عليهم او كشفهم.

عادة ما يتصرف النرجسيون بناءً على مشاعرهم ، والتي تعاني من التقزم إلى حد كبير. فهم لديهم ذكاء عاطفي منخفض جدًا ولم يطوروا أبدًا أي شكل من أشكال المرونة العاطفية. يفسر هذا جزئيًا سبب ظهورهم كمن يقدم لك المحبة و الرعاية في دقيقة واحدة ، ومع ذلك قد يبدو لك  أنهم يكرهونك في اللحظة التالية. يحدث هذا بشكل عام عندما يتعرضون لإصابة نرجسية ، وهو ما يتجلى في ميلهم إلى عدم تقبل  أكثر التعليقات أو الأسئلة براءة.

نظرًا لأن المرء لا يمكنه أبدًا معرفة ما يجري في ذهن النرجسي في أي لحظة معينة ، فإن ما يعتبرونه ضارًا في الدقيقة الواحدة يمكن تجاهله تمامًا في الدقيقة التالية.  و بالتالي بمجرد أن تعتقد أنك توصلت إلى حل في التعامل معهم ، ستكون القواعد قد تغيرت.

بينما يفكر الشخص غير المضطرب في كيفية تأثير كلماته وأفعاله على الآخرين ، فإن النرجسيين لا يفعلون ذلك. وبسبب هذا ، فإن العديد من سلوكياتهم هي حافز للحظة. هناك بعض الإجراءات المتعمدة للغاية التي ينخرطون فيها ، مثل إخفاء دليل على علاقة خارج نطاق الزواج أو تزوير اسم شخص آخر في طلب قرض ، لكنهم يعتقدون أن كل هذا مبرر.

فيديو هام بعنوان:

هل النرجسي مدرك لتصرفاته المؤذية؟

 

يدرك العديد من النرجسيين ، في مرحلة ما أو أخرى ، تأثير سلوكياتهم على الآخرين ، لكنهم غير مبالين بها تمامًا. 
يرى النرجسيون نتائج التلاعب بهم وإساءة معاملتهم كل يوم ولا يزالون غير مبالين تمامًا. بحلول الوقت الذي تنتهي فيه مرحلة قصف الحب ويتم التقليل من قيمتك ، تصبح خصمهم ، وبالتالي بالنسبة لهم ، فإن أي ألم أو ضائقة تتعرض لها هو خطأك.

هل النرجسيون على علم باضطرابهم؟ 

في النهاية ، ما إذا كان النرجسي يعرف أنه نرجسي يشبه سؤال الضحية عن إساءة معاملتها إذا كانت على دراية بما جعلها عرضة لجذب هذا النوع من الأفراد السامين. معظم الناس لا يفعلون ذلك إلا إذا كانوا قد مروا بعلاقة مسيئة مع فرد نرجسي وبدأوا البحث عن إجابات حول قسوة النرجسي.

ومع ذلك ، على عكس الافراد الذين يتعلموا و يدركوا أن لديهم  سمات تجعلهم  جذابين للنرجسيين ،و بالتالي يمكنهم السعي لتطوير أفكار وعادات أكثر صحة لحماية انفسهم  ، فإن النرجسيين لا يهتمون على الإطلاق بتحسين الذات ... إلا إذا كانت  هذه واجهة ووسيلة مؤقتة للوصول إلى غاية. 

تعليقي الخاص في الختام

اضطراب الشخصية النرجسية هي احد اضطرابات الشخصية التي تمثل مجموعة من الصفات أو السمات الثابتة التي يتسم بها الفرد، والتي تنشأ معه منذ الطفولة نتيجة لظروف البيئة التي تربى فيها وأثرت في زرع تلك السمات، والتي تتبلور في سن المراهقة أو بداية مرحلة البلوغ ويكون لدى الفرد قناعة بها، ومن الصعب تغييرها مهما تعرض لصعوبة في المواقف الحياتية أو شكوى الآخرينمن تعاملاته، لأنها أصبحت نمطا وطبعا يميزه.

لذلك يكون الفرد غير مستبصر بوجود مشكلة في حياته. فهو ينظر للآخرين على أنهم أصحاب المشكلة والسبب في مشكلات تكيفه، ولكن يصاحبها قدر من التوتر والضغط النفسي وخلل في العلاقات، الذي يسبب أحيانا الإصابة بالقلق أو الاكتئاب. وبالتالي فإن اضطراب الشخصية يؤدي بسبب صعوبات تكيف الشخص المضطرب مع محيطه إلى أمراض نفسية.

علي عكس المرض النفسي يسبقه فترة من السواء، ثم يليه حدث مفجر للمرض يؤدى إلى ظهور واضح للأعراض كمان ان الفرد الذي يعاني منه ويكون على وعى كامل بمشكلته، وهو مايسمى “بالاستبصار بالمرض”

و بالتالي فإن الشخص المضطرب في هذه الحالة حين يذهب للطبيب المعالج، فإنه لا يذهب شاكيا من اضطراب في شخصيته، وإنما يذهب إليه طالب المساعدة على الخروج من دوامات الاكتئاب أو القلق الذي يعانيه بسبب النمط السلوكي الذي يأتي به في محيطه والذي غالبا ما يكون مرفوضا اجتماعيا.

فيديو مقترح بعنوان:

النرجسي و التلاعب بعقل الضحية | لعبة الشك - Gaslighting

للتواصل حول الاستشارات الزوجية او استشارات العلاقات و تطوير الذات يرجي الضغط علي الرابط التالي :

ارغب في حجز موعد لاستشارة