5 أخطاء تربوية قد تجعل طفلك ضحية للشخصيات السامة مستقبلاً


5 أخطاء تربوية قد تجعل طفلك ضحية للشخصيات السامة مستقبلاً


ان تربية الأطفال مسؤولية كبيرة تتطلب الوعي والمرونة، إذ تؤثر طريقة تربيتهم على شخصياتهم المستقبلية ومدى قدرتهم على التعامل مع الآخرين بفعالية. فما تزرعه في أطفالك في الصغر قد يجنون ثماره في الكبر. والكثير من الآباء والأمهات، بدون وعي منهم، قد يهدمون شخصية الأبناء بحجة الرغبة في تربيتهم تربية قويمة، وذلك من خلال ممارسات خاطئة تبدو في ظاهرها توجيهية وصحيحة لكنها تحمل آثارًا سلبية على المدى الطويل. هذه الأخطاء، رغم حسن النية، قد تجعل الطفل أكثر ضعفًا وعرضة للاستغلال من قبل الشخصيات السامة في المستقبل، وهو ما يُبرز أهمية مراجعة الأساليب التربوية باستمرار لضمان بناء شخصية قوية ومتزنة قادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة وحكمة.

و بصفتي كاتب و كوتش معتمد متخصص في التعافي من العلاقات الاعتمادية و علاقات التعلق السام فإن غالبية الحالات التي تعاملت معها لأشخاص متورطين في علاقات تعلق سامة او لديهم مشكلات تتعلق بتدني الاستحقاق الذاتي او الثقة بالنفس او مشكلات الاعتمادية ،فان العامل المشترك بينهم جميعا هو "إساءات الطفولة" و نشأتهم في ظروف تربوية غير سوية.

إذن ، هناك أخطاء شائعة يرتكبها الآباء دون قصد قد تجعل أطفالهم أكثر عرضة للشخصيات السامة في المستقبل. فيما يلي خمس من هذه الأخطاء وكيفية تجنبها:

5 أخطاء تربوية قد تجعل طفلك ضحية للشخصيات السامة مستقبلاً


1. عدم تعليم الطفل قول "لا" بثقة

كثير من الآباء يشجعون أطفالهم على الطاعة المطلقة، معتقدين أن هذا يساعدهم على أن يكونوا محترمين. ولكن، إذا لم يتعلم الطفل كيفية قول "لا" بشكل صحي، فقد يجد صعوبة في رفض طلبات أو سلوكيات مؤذية من الآخرين. بل و ينشا علي ان ارضاء من حوله هو السبيل الوحيد لنيل رضاهم و تجنب غضبهم او عقابهم له.

لذلك , علّم أطفالك أن قول "لا" ليس خطأً او جريمة، بل هو حق اصيل لهم . امنحهم الفرصة لاتخاذ قراراتهم الصغيرة والتعبير عن رغباتهم دون ترهيب او غرس مشاعر الذنب في نفوسهم.


2. استخدام التوبيخ أو السخرية بشكل متكرر

ان السخرية من الطفل أو التقليل من شأنه عند ارتكاب الأخطاء قد يضعف ثقته بنفسه. فالأطفال الذين يعانون من ضعف الثقة بالنفس يصبحون أكثر عرضة للاستغلال من قبل الشخصيات السامة نظرا لشعورهم المستمر بعدم الاستحقاق او النقص و هو ما قد يدفعهم مستقبلا للتورط في علاقات سامة لا يمكنهم فيها حماية انفسهم من اي انتقاد او اساءة.

و لتتجنب ذلك, استخدم لغة تشجيعية وإيجابية عند تصحيح أخطاء الطفل. ركّز على السلوك الخاطئ بدلاً من مهاجمة شخصية الطفل.


3. منع الطفل من التعبير عن مشاعره السلبية

يُعتقد أحيانًا أن تعبير الطفل عن الغضب أو الحزن أمر غير مقبول، لكن هذا قد يؤدي إلى كبت المشاعر وتراكمها. و قد ينشأ الطفل مبرمجا علي كبت مشاعره السلبية لتجنب العقاب او النقد و التوبيخ. الأطفال الذين يكبتون مشاعرهم يصبحون هدفًا سهلًا للشخصيات المسيطرة.

  • اسمح لطفلك بالتعبير عن مشاعره بحرية، حتى السلبية منها.
  • ساعده على فهم مشاعره وكيفية التعبير عنها بطرق مناسبة.


4. تشجيع الاعتماد المفرط على الوالدين

الكثير من اولياء الامور بدافع الخوف المفرط علي الابناء او عدم الثقة في قدراتهم قد يجعلوا منهم اشخاصا اعتماديين غير قادرين علي تحمل المسئولية او اتخاذ ايي قرار بمفردهم. و عندما يُمنع الطفل من اتخاذ القرارات أو حل المشكلات بمفرده، يصبح أكثر اعتمادًا على الآخرين، ما يجعله هدفًا سهلاً للتحكم والاستغلال.

  • اترك لطفلك مساحة للتعلم من أخطائه ليتعلم معني الاستقلالية و المبادرة.
  • شجعه على اتخاذ قرارات بسيطة مناسبة لعمره.


5. تعليم الطفل المثالية المفرطة

تعليم الطفل أن يكون دائمًا مثاليًا وأن يُرضي الجميع حتي لو علي حساب نفسه و رغباته او إهمال احتياجاته الخاصة. المهم ان ينال استحسان الكبار و يتجنب نبذهم له. و بالتالي لن يستطيع ان يكون سعيدا مستقبلا الا من خلال السعي المفرط لارضاء الغير علي حساب نفسه. لذلك , فان هذا السلوك يجعله عرضة للشخصيات السامة التي تستغل حاجته للإرضاء.

مقال ذو صلة :  10 علامات على أنك شخص يسعى لإرضاء الآخرين بشكل مفرط

  • علّم طفلك أن ارتكاب الأخطاء جزء طبيعي من الحياة.
  • عزز لديه فكرة أن إرضاء الجميع أمر مستحيل وغير ضروري.
  • علمه ان خير الامور الوسط. الافراط في التنازل و العطاء قد يجلب الضرر.

الخلاصة
تجنب هذه الأخطاء التربوية يساعد في بناء شخصية قوية ومستقلة لدى طفلك، مما يجعله قادرًا على التعامل مع الشخصيات السامة بحكمة وقوة. كن واعيًا في تربيتك، وامنح طفلك الأدوات التي يحتاجها ليصبح شخصًا واثقًا ومستقلًا.

و تذكر دائما مقولة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "لا تربوا أبناءكم كما رباكم أباؤكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم". 


و اذا كنت تعاني من اثار اساءات الطفولة او انك متورط في علاقة سامة و تحتاج مساعدة مهنية متخصصة , لا تتردد في التواصل معي من خلال الرابط التالي الخاص بالاستفسار عن نظام حجز الجلسات:

ارغب في حجز موعد لاستشارة

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق