.jpg)
٥ أخطاء قاتلة يقع فيها رواد الأعمال الذين يفتقرون للذكاء العاطفي – من وحي أزمة "بلبن"
٥ أخطاء قاتلة يقع فيها رواد الأعمال الذين يفتقرون للذكاء العاطفي – من وحي أزمة "بلبن"
في عالم ريادة الأعمال، قد تصنع ضجة… لكن هل تقدر تصنع احترام ؟
قد تلفت الانتباه… لكن هل تملك القدرة على الاستمرار؟
هذا هو الفرق بين براند ذكي وبين براند اعتمد فقط على "الفرقعة"، مثل ما حدث في أزمة "بلبن" الأخيرة، والتي تحوّلت من قصة نجاح إلى سلسلة من الإغلاقات في مصر، وحملة سخرية وهجوم جماهيري لا تُبشّر بخير.
ولكن قبل أن نبدأ في تحليل الأخطاء التي وقعت فيها الشركة، يجب أن نرفض تمامًا أي نوع من الشماتة أو الاستهزاء بمصائب الآخرين. فقد تكون الأزمات مثل هذه فرصة للتعلم والنمو، ومن المهم أن نأخذ الدروس منها دون أن نغرق في السخرية أو الاستمتاع بفشل الآخرين. نحتاج جميعًا إلى أن نتعلم من التجارب مهما كانت مؤلمة، سواء كان ذلك في أزمة "بلبن" أو غيرها.
١. التسويق الجدلي لا يصنع ثقة دائمة
"بلبن" اعتمد على لفت الانتباه بطرق صادمة وأحيانًا ساخرة، ونجح مؤقتًا في كسب
التريند.لكن التريند ليس ولاءً.
فحين جاءت لحظة الحقيقة، ظهرت ثغرات كارثية في الجودة والاشتراطات الصحية، أدت
إلى إغلاق فروع في السعودية سابقًا، والآن حملة مكثفة على فروعهم في مصر.
الذكاء العاطفي يُمكّن القائد من موازنة الإثارة بالجودة، والضجة بالمصداقية.
٢. تجاهل الاشتراطات الصحية = تجاهل مشاعر الجمهور
الغريب أن الأزمة لم تبدأ بالأمس، بل منذ شهور بإغلاقات في السعودية، وكان من
المتوقع أن تتعلم الإدارة من التجربة، لكن نفس الأخطاء تكررت:
ضعف في جودة التحضير، مخالفات، تجاهل للقوانين الصحية، الاستخدام المفرط للسكر و
الزيوت المهدرجة بشكل يهدد حياة الناس و يربطهم بعادات غذائية غير صحية تسيب
امراضا مزمنة مثل السكر و البدانة و القلب. مما أدى إلى انهيار ثقة الناس
والمؤسسات فيهم.
عندما لا تحترم قوانين الصحة العامة، فأنت لا تحترم صحة جمهورك… ولا مشاعره.
٣. السخرية من المنافسين تعكس ضعف في رؤية النفس
في حملة تسويقية سابقة، سخر بلبن من براند “العبد” العريق، وهو ما خلق استياءً واسعًا.خاصة ان العبد مرتبط بصورة زهنية تعد مروثا ثقافيا عريقا لدي شريحة واسعة من الجمهور.
الذكي عاطفيًا لا يحتاج إلى التقليل من الآخرين حتى يظهر.
السوق لا يرحب بمن يتعالى على تاريخه، بل بمن يحترم جذوره ويضيف عليه.
احترام المنافسين لا يُضعفك، بل يمنحك مساحة للنمو دون عداوات.
٤. اختيار أسماء صادمة للمنتجات = قطيعة مع قيم المجتمع
البراند اختار أسماء منتجات مثيرة للجدل، صادمة أحيانًا، لا تتناسب مع الثقافة
العامة، ولا تراعي البيئة المحافظة في مصر أو الخليج.
ورغم التنبيهات المبكرة من الجمهور، استمرت الأسماء – وكأن القصد هو الاستفزاز
وليس الابتكار.
الذكاء العاطفي يعني قراءة القيم الاجتماعية جيدًا، لا اختبار صبرها.
اقرأ أيضا: 7 أخطاء لا يفعلها الأذكياء عاطفيًا في بيئة العمل
٥. عدم احتواء الغضب المجتمعي و مواجهة الشائعات = خسارة لا يمكن تعويضها
حين اشتعلت الأزمة، لم نجد اعتذارًا صريحًا، ولا محاولات لاحتواء الموقف، ولا احترام لذكاء الجمهور. الردود كانت إما صامتة أو مدافعة، وأحيانًا متعالية، و لا معالجة ذكية تتسم بالمرونة و الشفافية في مواجهة الازمات المتتالية و الشائعات المثيرة للجدل , ما زاد من اتساع الفجوة، وتحول الغضب إلى مقاطعة وسخرية وتريند سلبي مستمر.
حين يفقد الجمهور إحساسه بأنك "واعي بمشاعره"، سيتخلى عنك فورًا… مهما كان طعم منتجك.
رفض الشماتة في مصائب الآخرين والتعلم من التجربة
في مثل هذه الأزمات، قد نجد البعض يفرغ مشاعر السخرية والشماتة تجاه فشل الآخرين، خاصة إذا كانت الأزمة كبيرة مثل إغلاق مشروع استثماري أو تشريد آلاف العاملين. لكن يجب أن نتذكر أن هذا التصرف لا يعكس سوى ضعف في الذكاء العاطفي. في النهاية، لا أحد يرضى بأن يكون في موقع الفشل أو الخسارة.
الذكي عاطفيًا لا يشمت في الآخرين، بل يتعاطف معهم ويعلم أن فشلهم هو فرصة للتعلم والنمو. نحن في النهاية جميعًا نستفيد من هذه التجارب ونتعلم منها، لا لنبني عداوات جديدة، بل لنبني أسسًا قوية للمستقبل.
بالرغم من أن الأزمة التي مر بها "بلبن" كانت قاسية، إلا أن هذه هي الفرصة التي قد تساعد في تصحيح المسار والنهوض مجددًا من خلال التعلم من الأخطاء وتحسين التواصل مع المجتمع والعملاء على حد سواء.
الخلاصة: الذكاء العاطفي لم يعد رفاهية
ما يحدث لـ "بلبن" اليوم درس علني في السوق:
من لا يتقن الذكاء العاطفي في قراراته، في تسويقه، في تعامله مع الأزمة… سيسقط،
ولو كان لامعًا لفترة.
ليس المطلوب فقط أن تُثير، بل أن تُحترم.
ليس المطلوب فقط أن تُشبع، بل أن تُصغي.
ليس المطلوب فقط أن تبيع، بل أن تبني ثقة… وإلا فـ "الترند" الذي صنعك اليوم،
قد يكون هو نفسه الذي يهدمك غدًا.
النهاية، المقال يعكس أهم الدروس المستفادة من الأزمة، ويركز على أهمية الذكاء العاطفي في كل قرار، والتعامل مع الأزمات بطريقة رشيدة تبني الثقة، بدلاً من أن تُدمّرها.